تطور التجارة الإلكترونية: من الأسواق التقليدية إلى المنصات الرقمية
مقدمة عن تطور التجارة الالكترونية
أحدثت التجارة الالكترونية تغيرات كبيرة في العالم أدت إلى تطور العديد من الدول التي أصبحت مُتقدمة تكنولوجيا مثل الولايات المتحدة واليابان وأوروبا، فهذه الدول تقدمت نتيجة تطور التجارة الالكترونية فيها بصورة سريعة خاصة ً مع ازدياد الاستثمارات المباشرة في تكنولوجيا الاتصالات وتقنية المعلومات.
وبعدما أصبح الإنترنت متاحا للجميع سيؤثر بدوره على درجة فاعلية التجارة الالكترونية والتي ستكون في المستقبل السمة السائدة للتمتع التجاري في المجتمعات ككل سواء كانت عربية أو غير عربية، حيث ستحاول الشركات استغلال كل إمكانياتها في التجارة الالكترونية مما سيؤدي بدوره إلى تقدم العمليات التجارية في العالم بصورة تفوق كل توقعات العملاء والمستهلكين من حيث تعريف وتحديد السوق أو خلق أسواق جديدة بأكملها.
تعريف التجارة الإلكترونية ونشأتها
التجارة الإلكترونية هي عملية بيع وشراء المنتجات أو الخدمات عبر الإنترنت. يمكن أن تشمل هذه العمليات معاملات بين الأفراد (C2C)، أو بين الشركات والعملاء (B2C)، أو بين الشركات وبعضها البعض (B2B).
متى بدأت التجارة الإلكترونية؟
يرجع أصل تطور التجارة الإلكترونية إلى السبعينيات من القرن الماضي، حين ظهرت فكرة تبادل البيانات إلكترونيًا بين الشركات. ومع تطور الإنترنت في التسعينيات، بدأت التجارة الإلكترونية في الوصول للجمهور العادي، وظهرت أولى المتاجر الإلكترونية مثل Amazon وeBay.
مراحل تطور التجارة الإلكترونية
المرحلة الأولى: الانطلاقة (1995 – 2000)
مع ظهور الإنترنت العام، بدأت مواقع مثل Amazon وeBay في تغيير قواعد اللعبة. اعتمدت على تقديم منتجات للشراء المباشر عبر الإنترنت، وكانت هذه المرحلة بداية حقيقية لـ تطور التجارة الإلكترونية.
المرحلة الثانية: النمو السريع (2000 – 2010)
شهدت هذه الفترة دخول عدد كبير من الشركات إلى السوق الإلكترونية. تطورت تقنيات الدفع الإلكتروني مثل PayPal، وانتشرت مواقع البيع بالتجزئة، مما ساهم في تسريع تطور التجارة الإلكترونية.
المرحلة الثالثة: التجارة عبر الهواتف الذكية (2010 – 2020)
مع انتشار الهواتف الذكية، أصبح المستخدمون قادرين على التسوق في أي وقت ومن أي مكان. زادت التطبيقات المخصصة للشراء، مما أدى إلى نقلة جديدة في تطور التجارة الإلكترونية.
المرحلة الرابعة: الذكاء الاصطناعي والتخصيص (2020 – الآن)
تستخدم المتاجر الذكاء الاصطناعي لتحليل سلوك المستهلك وتقديم توصيات مخصصة. كما ساهمت البيانات الضخمة في تحسين استراتيجيات البيع، مما يعكس تطورًا متقدمًا في تطور التجارة الإلكترونية.
ومن المتوقع مع تطور التجارة الالكترونية وجود تغيرات لصورة الشركات
الحالية يتمثل في عدة عناصر:
- تداخل الأدوار بين الموردين والمصنعين والبائعين.
- اختفاء إدارات التسويق التقليدية ليُعوض عنها ببرامج الكومبيوتر.
- التعامل مع أنواع متعددة مع البضائع.
- آلية التعامل مع العميل والمُورد والمُنتج.
- اختفاء دور رجل البيع التقليدي ليحل محله المتاجر الالكترونية.
- ظهور متاجر الكترونية افتراضية لا تحتاج زيارة المحلات بل يُمكن مُعاينة البضائع الكترونيا.
- قلة الحاجة إلى المباني الضخمة في الشركات.
- التحول في ميزان القوة التجارية من خلال تزايد نفوذ الزبون.
- تباين العلاقة بين المنتج والموزع والبائع والزبون.
- اختفاء مخازن الشركات بحيث توجه الطلبات لمراكز الانتاج.
- اتجاه نقل خدمات الإنترنت للمنازل يُعزز من دور تجارة الإنترنت ووجود عدد من العملاء في منازلهم يُمكنهم الوصول للمتاجر الإلكترونية.
- أصبح نجاح الشركات مرهونا بامتلاكها مواقع الإنترنت ومن ثم مواكبتها للتحولات الطارئة والتغييرات المُتعاقبة السريعة في الأسواق المالية والتكنولوجية واتجاهات العملاء وفي مقدمتها شبكة الإنترنت.
كما أدت التغيرات التنظيمية التي أحدثتها التجارة الالكترونية في الشركات إلى إحداث تأثيرات في هيكل السوق، فالسوق وفق مفهوم التجارة الالكترونية هو السوق العالمي ويشمل العالم أجمع، وقد خلق هذا التطور في برامج التسويق الالكتروني تحديات جديدة تتمثل بظهور منافسين جدد لا ينتمون إلى القطاع الصناعي أو التجاري، بالإضافة إلى ظهور وسطاء غير معروفين على شكل مواقع تجارية على الإنترنت لبيع المستهلكين سلعا يتم شراؤها من الآخرين، وظهور تحالفات استراتيجية بين الشركات لتوسيع منافستها في الأسواق العالمية، وتغير تكاليف الصفقات التجارية وهي السمة الجاذبة للتجارة الالكترونية وتتمثل في انخفاض تكاليف الصفقات التجارية وهو من الأسباب التي ساعدت على تطور التجارة الالكترونية سريعا.
يمكنك قراءة ايضا